هلا سألت الخيل عنترة بن شداد
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بمــا لم تعلمي يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنمي ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبــارق ثغرك المتبسم ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربــا ولا مستسلم جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقــوم فشككت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنـا بمحرم لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغيـــر تبسم فطعنته بالرمح ثم علوته بمهند صــافي الحديد مخذم في حومة الحرب التي لا تشتكي غمراتهـا الأبطال غير تغمغم ولقد هممت بغارة في ليلة سوداء حــالكة كلون الأدلم لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمـم يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهـم ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانــه حتى تسربل بالدم فازور من وقع القنا بلبانه وشكى إلى بعبرة وتحمحـم لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي ولقد شفى نفسي و أبرا سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدمي والخيل تقتحم الغبار عوابسا ما بين شيظمة وأجرد شيظم
|
|
 |
لـسـان الـفـتـى* زهير بن أبي سلمى
سئمت تكاليف الحيـاة ومن يعش ثمانين حولا لا أبـا لك يسأم وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم ومن يعص أطرف الزجاج ، فأنـه يطيع العوالي ركبت كل لهذم ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبه إلى مطمئن البر لا يتجمجم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم ومن يك ذا فضل , فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم ومن لا يزل يسترحل الناس نفسه، ولا يعفها يوما من الذل يندم ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره , ومن لا يتق الشتم يشتم ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم وكائن ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
|
|